غياب الهدف هو السبب الرئيس في كثير من أزمات حياتنا،ولحدوث المفاجآت المزعجة ، لذا فإننا نحتاج أن نختلي بأنفسنا، في ركن هادئ ونجمع أفكارنا للإجابة على سؤال لا بد أن يعرض نفسه على حياتنا ألا وهو:
(ما هي أهدافي في مجالات حياتي ؟ وما هي الصورة التي أريد أن أصل إليها في المستقبل؟)
إن ذلك يمهد لإقامة مشروع حياة ناجحة و آمنة، وحتماً سيكون هناك خطوات عملية وواقعية للوصول إليه، ومن إشكالياتنا أيضاً مع الأهداف، ظن البعض بل الكثير أن الهدف لا يكون إلا في الأمور الكبيرة والبعيدة، والواقع إن صناعة الأهداف تدخل في جميع مضامين حياتنا، وتتناول جميع اهتماماتنا حتى الترفيهية والبدنية وغيرها على المدى البعيد والقريب، فهناك أهداف يتطلب لتحقيقها وقت طويل وأهداف قصيرة المدى يحققها الإنسان بالتخطيط لها في وقت قصير.
ولا ننسى أن ديننا يعلمنا هذه المهارة بل ويأمرنا بممارستها، ويربط بها عبادتنا وجميع شؤون حياتنا ، حتى تتحول الأعمال بالأهداف إلى أجور وحسنات مستمرة، ومن ذلك قول معاذ بن جبل رضي الله عنه: ( إني لا أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي) .
فقد كان لهم في كل شيء هدف ونية وتصور لما يريدون أن يصلوا إليه من خلال أعمال يسيرة أو عادية.
ثم إن هناك حقيقة أساسية لا بد من العلم بها حتى لا تقف الخطط أمام العوائق والأفكار السلبية دون تحقيق الأهداف، وهي أنه في اللحظة التي يتعهد فيها الإنسان بأن يلتزم اتجاه تحقيق هدف ما شرع فيه ، فإن العناية الإلهية تسانده وتؤيده وتتواجد لمساعدته أشياء كثيرة ، ويتدفق سيل من الأحداث الإيجابية التي تساعده على إتمام مشروعه.